جاري التحميل

أثر التدخين على الجهاز الحركي..

1 نوفمبر، 2023 by Prof

أثر التدخين على الجهاز الحركي

 

(العظام والمفاصل والعضلات)

التدخين مرتبط بأمراض القلب والجهاز التنفسي وأمراض سرطانية عديدة، ومعظم الناس لا يدركون تأثيره الخطير على العظام والعضلات، لكن الحقيقة هي أن كل نسيج في جسم الإنسان يتأثر بالتدخين.

 

أثره التدخين على العظام بشكل عام 

عند بلوغ عمر الـ33 سنة يصل تكوين الكتلة العظمية إلى الحد النهائي وبعدها يبدأ فقدان العظم بنسبة 0.5 % لدى النساء و 0.3% لدى الرجال سنوياً. وفي سن انقطاع الطمث وبسبب نقص هرمون الأستروجين فإن فقدان العظم يتزايد من 2 إلى 3% وذلك لـمدة 6 إلى 10 سنوات قادمة.

 بعد ذلك فإن معدل الخسارة يرجع إلى مستواه الأساسي وبنسبة 0.5% ، وفي سن الـ 65 سنة أو بعد 15 سنة من بعد انقطاع الطمث فإن المحتوى المعدني للعظام يتغير وإن معظم النساء يخسرن نسبة 33.5% من كتلة العظام أما الرجال يفقدوا 10% من المعادن في العظام وهذا بسبب هشاشة العظام وهذه الخسارة تؤدي إلى ضعف في العمود الفقري وزيادة معدلات الكسور في العمود الفقري والورك والرسغ.

والتدخين بسبب زيادة الجهد على العمود الفقري من خلال تسريع خسارة العظام والمواد المعدنية من العظام في كل من الرجال والنساء، مع العلم أن النساء النحيلات المدخنات يكونون أكثر عرضة للتأثر.

فالنيكوتين يؤثر على بناء العظم كما يؤثر على امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي، وهذا يسبب هشاشة العظام عند المدخنين ولذلك يجب النظر إلى التدخين على أنه عامل خطر وهام في هشاشة العظام .

 وتشير الدراسات إلى أن المدخنين أكثر عرضة للحوادث بمعدل 2.5 مرة للإصابة في العمل وأسباب ذلك ترجع إلى الضعف العام وقلة التوازن واختلال الأداء العصبي العضلي، والمدخنين هم أكثر عرضة للكسور من غير المدخنين.

 

أثره على التحام العظام

التدخين يؤثر على معدل ونوعية التحام العظام بعد الكسور، فالدراسات تشير إلى وجود انخفاض في كمية ونوعية العظام في موقع الكسر. 

وعند تطويل العظام تبين أن غير المدخن يمكنه أن يكون 1 سم من العظام خلال شهرين بينما المدخن يستغرق ثلاثة أشهر ليكون 1 سم من العظام مع فشل 90% من التحام العظم، وكذلك الكسور في الساق لدى المدخنين بحاجة لوقت أطول لكي تلتحم (شكل-5)، وهناك العديد من التفسيرات الممكنة لهذه النتائج على المستوى الخلوي، لقد وجد أن للنيكوتين تأثير سام على بناء خلية العظم ويتعارض مع الكاليستونين وأما سيانيد الهيدروجين فإنه يتداخل مع العمليات الحيوية للخلية وأول أكسيد الكربون يتداخل مع نقل الأكسجين، وحسب الدراسات تبين أن مستويات الأكسجين في مكان الالتحام كانت متدنية حسب ما هو متوقع وكان هناك انخفاض كبير في مستوى أكسجين الدم، ونتيجة لهذه الدراسة فإن إدمان التدخين يعتبر سبب رئيسي في منع التحام العظم في العمود الفقري بعد إجراء العمليات الجراحية.

 

أثره على التئام الجروح

سوء التئام الجروح لدى المدخنين. 

 ويرجع ذلك إلى:

تأخر في تروية الأنسجة الناتج عن ضيق في الأوعية الدموية بسبب التدخين.

 زيادة المواد اللاصقة في الأوعية الدموية للتخثر مع قلة في الأكسجين بسبب الأثر السمي لأول أكسيد الكربون والنيكوتين معاً. 

 

موت رأس مفصل الورك

أظهرت العالمة هيروتا زيادة أربعة أضعاف في مخاطر موت رأس المفصل لدى المدخنين، كما وجدت العالمة ماتسو أيضاً زيادة في مخاطر موت رأس المفصل لدى المدخنين إضافة 

إلى إستنشاق الدخان المعروف بالدخان السلبي. من الآثار الدموية التي ينتجها النيكوتين وأول أكسيد الكربون والتي تسبب ضيق في الشرايين نتيجة انقباض الوعاء الدموي وتجمع الصفائح للتخثر وهذا بدوره يؤدي إلى انقطاع إمداد رأس المفصل بالدم  .

 

أثره على آلام أسفل الظهر

إن 80% من الناس يواجهون آلام أسفل الظهر خلال حياتهم، وأسباب آلام أسفل الظهر متعددة ومسألة ربط هذه الآلام بالتدخين هي غير خاضعة للمناقشة، فقد أثبتت الدراسات على 6681 شخص في النرويج أن للتدخين أثر عام على آلام العضلات والعظام وآلام الظهر كما يوجد علاقة بين درجة التدخين ودرجة الألم فهو مرتبط بزيادة الألم في الظهر.

 

أثره على هشاشة العظام واحتكاك المفاصل

معظم الدراسات تشير إلى وجود علاقة سلبية بين التدخين وتطور هشاشة العظام فالتدخين يؤدي إلى تحطيم الأستروجين في الجسم بسرعة أكبر، والأستروجين مهم لبناء والحفاظ على هيكل عظمي قوي في النساء، وهناك دراسات عديدة بينت وجود

 علاقة سلبية بين التدخين واحتكاك المفاصل في الركبة والدراسة الأخرى بينت وجود علاقة سلبية بين التدخين واحتكاك المفاصل في الورك.

 

التهاب المفاصل الروماتزمي (روماتويد)

إن عوامل البيئة لها تأثير هام في تطور مرض التهاب المفاصل الروماتزمي وقد لاحظ الباحثون إلى زيادة كبيرة في التهاب المفاصل الروماتزمي بين المدخنين، ويشير فيشر في دراسته أن التبغ وصل إلى أوروبا عام 1600 ولم يكن مرض التهاب المفاصل الروماتزمي قد اكتشف بعد في أوروبا الا بعد العام 1800 وعزى السبب إلى زيادة استهلاك التبغ، وفي محاولة لفصل العوامل البيئية عن العوامل الوراثية قام العالم سيلمان في التحقق من توائم يعانون من التهاب المفاصل الروماتزمي فوجد علاقة قوية بين تطور المرض والتدخين. 

 

 مرض تليف أربطة راحة اليد والأصابع 

تم الكشف عن علاقة بين مرض تليف راحة اليد والأصابع مع التدخين، حيث وجد أن التدخين يحدث تغيرات في النسيج الضام في اليد يؤدي في النهاية إلى تصلب المفاصل وانكماش لرباط راحة اليد. ومع التدخين هناك انخفاض كبير في تدفق الدم إلى اليد وبعد سنوات من التدخين تسبب في انسداد الأوعية الدموية الدقيقة مما يؤدي إلى انتشار ليفي وانكماش في أصابع اليد. 

 

الأوتار والأربطة

  • المدخنين عرضة لالتهاب أوتار الكتف ضعف غير المدخنين.
  • المدخنين عرضة للالتواء والكسور والإصابات أكثر من غير المدخنين.

 

حقائق علمية حول آثار التدخين على العظام والمفاصل

  • يزداد خطر الإصابة بكسور العظام في سن الشيخوخة مثل عظم الورك ومفصل الرسغ.
  • كبار السن من المدخنين أكثر عرضة من غير المدخنين لكسر الأطراف وذلك بنسبة 30% إلى 40%.
  • يستغرق شفاء الكسر لدى المدخنين وقت أكثر من غير المدخنين.
  • هناك فقدان كبير في كثافة العظام لدى كبار السن المدخنين من غير المدخنين.
  • النساء اللواتي يدخن يتعرضن لخطر انقطاع الطمث في وقت مبكر ونتيجة لذلك يواجهن زيادة في فقدان العظم وهشاشة في العظام.
  • التدخين يؤخر تشكل عظام جديدة في حالة الكسور ويؤخر عملية نمو العظم في عمليات تطويل العظام.
  • في حالة تدخين النساء بعد سن اليأس يزيد من خطر الإصابة بكسر في عظام الفخذ.
  • التدخين يزيد من خطر احتكاك المفاصل.
  • بالنسبة للمدخنين الذين يريدون استرداد صحتهم بعد العمليات وخاصة عمليات الركبة وجراحات استبدال مفصل الورك، يعتبر صعب جداً لديهم.
  • وفقاً للدراسات فإن تعرض النساء بعد سن اليأس لالتهاب المفاصل الروماتويدي مضاعف.

 

الخلاصة

التدخين المزمن له عواقب كثيرة على نظام العضلات والمفاصل، فإن الزيادة في النيكوتين وحده تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية ما يقارب 25% من قطرها الطبيعي والالتصاق في الصفائح الدموية، كما أن أثر النيكوتين متحداً مع أول أكسيد الكربون يتداخل في نقل الأكسجين ويزيد من لزاجة الدم، كما يتداخل سيانيد الهيدروجين مع العمليات الحيوية في الخلية، كما أن للمواد الأخرى الموجودة في التبغ أضرار أخرى غير معروفة حتى الآن على المدخنين وغير المدخنين على حد سواء.

فالتدخين له عوامل خطيرة وقوية على زيادة تطور مرض هشاشة العظام في النساء والرجال معاً. كما أن التدخين له تأثير في الجرح أو الإصابة فهو يتعارض مع شفاء الجرح وشفاء العظام وبالإضافة إلى ذلك فإن التدخين يمثل عامل خطر في تطور التهاب المفاصل الروماتزمي، اهتراء الديسك وآلام الظهر بشكل عام، كما للتبغ تأثير على مرض تليف أنسجة وأربطة اليد وآثار مماثلة على الورك تجعل المدخن أكثر عرضة لتطور مرض موت رأس مفصل الورك.

إن تدخين السجائر وكافة أمثالها مثل الأرجيلة وغيرها هو أكبر عامل له تأثير خطير على الصحة العامة بالتأكيد وعلى العكس من بقية العوامل الأخرى مثل العوامل البيئية والوراثية هو أكثر عامل يقع تحت سيطرة الفرد نفسه.

All right reserved to Prof.Abu Hassan Developed by Appzzon